بعرض فني مستوحى من عمق التراث الغنائي أحيى الفنان التونسي، رؤوف ماهر، ليلة الخميس، سهرة اختتام الدورة 44 لمهرجان صفاقس الدولي.
ووسط بيئة سينوغرافية، المكونة لركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، وعناصر مشهدية توحي بنمط الحياة البدوية في الصحراء، على غرار الخيمة البدوية، وأواني الطبخ التقليدية مثل "المقفول"، و"التبسي الفخار" و"المكب" و"قفة العسف"، والمنسوجات والملابس المستوحاة من التراث الصحراوي، ورونق حلي وملابس المرأة الصحراوية ... وغيرها، عاش جمهور مهرجان صفاقس الدولي، الذي سجل حضوره بعدد غفير، على مدى نحو ساعتين، أحلى الأوقات وأمتعها مع، النجم التونسي، رؤوف ماهر.
وقد أخذ الفنان، رؤوف ماهر، الجمهور الحاضر الذي إكتضت به مدارج المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، في رحلة فنية، دامت حوالي ساعتين ونصف من الزمن، أبرز من خلالها فنيا وبصوته المميز والشجي، والطاغية عليه النبرة الجنوبية، وإحساسه المرهف، وحضوره الركحي، تونس التنوع والإختلاف والتعايش السلمي، حيث تغنى بخصائص وخصال كل جهات الجمهورية، ومكنون الموروث الغنائي الصحراوي التونسي، المميز بطابعه الفلكلوري، اعتمادا على آلات الطبلة، والزكرة، والدربوكة، والناي ... مما أضفى على الجمهور حالة من الغبطة والانتشاء، رقصا وتفاعلا مع مختارات من الأغاني التونسية.
ومنذ اعتلائه ركح المسرح الصيفي سيدي منصور بصفاقس، تفاعل الفنان رؤوف ماهر، بشكل كبير مع جمهوره وقدم له أجمل ما جادت مسيرته الفنية، على غرار "رمل الوطن" و"موال سلامات" و"مولات القربة" و"صنديدة"، التي تجسد معاني الشجاعة والعزة والشرف والمروءة، والذي أراد من خلالها تكريم المرأة التونسية، و"غزيل الأرياف"، و"ريت النجمة"، و"هاوينها" رفقة فرقة "الزقايرية" من حزوة التابعة لولاية توزر، و"عروبية"، و"خطافة"، و"إنت الحب"، و"يا صباح الخير".
في أول ظهور له في مهرجان صفاقس الدولي، نال عرض الفنان التونسي رؤوف ماهر، إعجاب واستحسان الجمهور الحاضر، علما أن تذاكر الحفل قد نفدت منذ قبل يومين من موعده المحدد.
وقد شهد الحفل صعود مسنّ تونسي يبلغ من العمر 85 سنة على الركح رفقة ابنته وهما يحملان باقة ورود من أجل تكريم الفنان رؤوف ماهر، وقد لقيت المبادرة إعجاب الجمهور الحاضر وكذلك رواد مواقع التواصل الإجتماعي الذين علقوا :"فنان أصيل يستاهل كل خير.. محلاه الحاج ربي يطوّل في عمره".
الفيديو :