بصوت مميز عاد بائع "الجيلاط" ينادي كل يوم، لينبه الأطفال والمارة في احدى أحياء مدينة زغوان لقدومه، حيث تتحرك السيدات صوب الشرفات، والأطفال في اتجاه درج السلالم، لشراء "الجيلاط" أو "الفريڨيلو" من عربته التي تظمّ صورا وألوانا زاهية، حيث يقتني أقماع البسكويت، من محلات الحلويات خصيصاً لتعبئتها بالآيس كريم، ويبيعها.
وقد رحب المتساكنون بعودته للعمل بعد سنوات، حيث أحيى ذكريات طفولتهم البسيطة والجميلة أيام الزمن الجميل.
ويقول البائع أن "أيام زمان" كانت أجمل من الأيام الحالية، وأنه يتعامل مع أطفال المنطقة كما لو كانوا أولاده، ورغم أن المكسب قليل، فإنه لا يستطيع أن يتوقف عن عمله الذي يحبه، فيكفيه فقط حفاوة الأطفال حين يسمعون صوته وصوت زمّارته من بعيد، وفرحتهم بقدومه، وهذا مكسب كبير بالنسبة له.
وكان ينتشر في كل المدن والأحياء التونسية باعة "الجيلاط" يعدونه بطرق يدوية أو نصف آلية، وهي حرفة قديمة أصبحت نادرة في يومنا، إذ يتنافس كل منهم لرسم أشكال مبهجة وجاذبة للأطفال والأسر، رغم تردي الأوضاع المالية للبائعين، وضعف أرباحهم اليومية، بعد انجذاب الأطفال للمنتجات المثلجة الأخرى البديلة التي تنتجها شركات كبرى بطرق آلية حديثة، وبأشكال مميزة، لتوزع في المحلات والمتاجر الثابتة في كل الشوارع.
وقد تداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي اليوم مقطع فيديو لذلك للبائع المتجول في زغوان وعبّر نشطاء فايسبوك عن سعادتهم برؤيته معلقين :"يا حسرة والله شفت الفيديو فرحت علخر اعز جيلاط تاكلو يفكرك في صغرك .. يا حسرة علي الزمن الجميل واحنا صغار نبداو مقيلين ويتعدا عمك فلان نسيت اسمو يزمر طلقاها الحومة الكل تخرج تاخو من عندو كورنو كريمة ب 50 فرنك كنا محلانا ومحلا عيشتنا برغم البساطة".
الفيديو :