فارق الممثل التونسي، أحمد السنوسي، الحياة، في نوفمبر 2024، عن 69 عاما بعد صراع طويل مع المرض مخلفا حزنا كبيرا في صفوف زملائه ومحبيه.
و السنوسي هو أحد رموز المسرح وأيقونة السينما في تونس والخارج، حيث لعب بشكل ملحوظ في "سجنان" لعبد اللطيف بن عمار ، 1973 ، "سولي دي هيينز" لرضا باهي ، 1976 ، "ميراج" لعبد الحفيظ بوعصيدة ، 1982 ، "فوسكا" لسامي الحاج ، "رحلة Un si beau voyage". خالد غربال ، 2007.
حيث رأى النور سنة 1946 في مدينة السرس التابعة لولاية الكاف، بالشمال الغربي لولاية الكاف.
واستهل مسيرته الفنية مع فرقة الكاف المسرحية أواخر ستينات القرن الماضي وقدم معها أعمالا مثل "ثورة الزنج" و"الحلاج" قبل أن ينضم إلى فرقة المسرح الوطني.
ويعد أحد المؤسسين الأوائل للدراما التلفزيونية التونسية، ومثل في مسلسلات من بينها "الدوار" و"الخطاب على الباب" و"أقفاص بلا طيور".
أما في السينما فقدم السنوسي العديد من الأفلام مثل "شمس الظلام" و"رسالة من سجنان".
ولطالما يستذكره التونسيون عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال نشر صوره ومقاطع من أدواره في المسلسلات التونسية، ومن بين التدوينات حول دوره في مسلسل غالية :"
شخصية منور عبد السميع في مسلسل غالية هي من أكثر الشخصيات الصعيبة والمركبة دور فيها برشا تعقيد والممثل القدير الراحل أحمد السنوسي.. حقيقة أبدع في تقمص الشخصية وإقناع المشاهد بالدور ،شخصية في بداية المسلسل تستفز المشاهد وتخليه في حالة توتر دائم شخصية منور القاسي جدا، الشخصية المتحكمة والمتسلطة برشا ،شخصية عندها شيء من التكبر والغرور ، شخصية صعيبة برشا في تعاملاتها وباردة وجافة ،الشخصية السامة والغير سوية نفسيا ،شخصية متكونة من عدة عقد وحرمان ونقص وهذا يرجع لوجيعة عاشها في الماضي وقتلي حب يعرس بمرا اختارها وأمها رفضت بحجة أنه مهوش قاري فتكونت في صحته النفسية برشا تراكمات خلاته غير سوي نفسيا وخلاته شخصية أنانية جدا ظالمة وغير عادلة.. ويفرق بين أولاده الزوز العرضاوي وكمال وهذا يرجع الي الماضي متاعه وطفولته القاسية أو بالأحري هو ضحية ماضيه المليان بالمعاناة والمآسي تحمل المسؤولية ملي هو صغير وخرج من القرايا رغم حبه الشديد لتعليم بسبب موت بوه والخدمة الكل ولات في كلفته اذكا هو الي عايشه خلي العرضاوي يعيشه وخلاه يتحمل مسؤولية الخدمة الكل يشقي ويتعب في الأرض الفرق لهنا الي العرضاوي يحبها الخدمة ومتحملة هذا علي خاتر عشقه لكبير للأرض ،اما معاملته الي فيها تفضيل لكمال ولد الصغير علي خاطر يشوف فيه نفسه الي كان يتمني لو رجع بيه الزمان يكون كيفه سامي هو أحلام وطموحات منور الي كان يحب يحققها في صغرها اذكا علاش في أكثر مشهد يقول "نحبه يوصل للي ماوصلتلوش انا " وفي الجانب الآخر نشوفه شخصية منور المليئة بالدهاء والخبث والمكر والشر يخطط ويدبر باش ينتقم من توفيق ومرته سهام علي خاتر عاملوه بطريقة خايبة ونجح في هذا ،وكمل غلط غلطة حياته كيف عرس بيها وتراجع علي انه ياخذ المري الي كان باش ياخذها قبل سهام والي كانت من اختيار قمر وقتله صدقني ماتندم انك مخذيتهاش " وحقيقة اندم لأنه سهام عملت برشا شر وكانت مشابه ليها في بعض الصفات وكان غرضها الوحيد الإنتقام منه وفرقت بيت العايلات لدرجة انها خلاته يظلم العرضاوي برشا ويقسي عليه ويتبري منه ويحرمه من الرزق ويبيع الأرض الي تعب وشقا عليها وكانت تخطط انها تحوم علي الرزق الكل ولكن في النهاية ماربحت حتي شيء وطلعت هي الخاسرة الوحيدة أما التحول الكبير في شخصية منور في الحلقات الأخيرة الي منور الضعيف اللي القوة متاعه مشات الرجل الي علي فراش المرض والموت ،شخصية منور الي ندم أخيرا وعرف غلطه وصلحها وكتب رزقه الكل لأولاده وهي خرجت بإيديها علي رأسها وبهكا يكون إعتذار لولده العرضاوي وأنه نهايته كانت في سلام وهو مرضي ضمير قدام ربي وقدام عباده ،هو غلط وخلص وسهام غلطت وخلصت وهذي أحلي لمسة فنية من الكاتب كما تدين تدان وعاقبة التسلط والظلم خايبة برشا وحب يوضحها الكاتب للمشاهد من خلال نهاية أكثر من رائعة بالنسبة ليا ،وشخصية منور عبد السميع من أقوي الشخصيات تركيبا وتعقيدا في المسلسل والممثل الراحل تمثيله لايعلي عليه أبدا مقنع جدا ويخليه تتعاطف مع الشخصية ولو قليلا وتلقالها أعذار ،هو غلط صحيح والحاجة الباهية انه اعترف وحاول يصلح ورحل من الدنيا خفيف نظيف ولاده الكل وغالية سامحوه وحتي المشاهد نتصور سامحه زدا ،الله يرحمه طاقة فنية هائلة والدور هذا ناجح من بين برشا أدوار ناجحين دور حقيقة مميز ومختلف جدا المشاهد يستمتع وهو يتفرج ويتفاعل مع الشخصية .. رحمه الله".
الفيديو :