القائمة الرئيسية

الصفحات

لأول مرة : الكشف عن كواليس وأسرار استخراج الكنوز في تونس .. التفاصيل (فيديو)


مثل البحث عن الكنوز أو الدفائن المطمورة تحت الأرض، بخاصة في المناطق الأثرية المنتشرة في تونس، هاجس عدد كبير من التونسيين من كل الفئات العمرية الباحثين عن الثراء السريع باستخدام الآلات الحديثة للكشف عن المعادن في باطن الأرض في المواقع الأثرية، أو بالاستعانة بمن يسمونه "العزام" الذي يستخدم مواهب وقدرة خارقة يدعي أنه يمتاز بها عن غيره في طرد الجن أو حارس الكنز قبل استخراجه، باستعمال مزيج متنوع من البخور والحشائش والتعاويذ والطلاسم.
 واستهدفت عمليات الحفر عن الكنوز عديداً من المواقع الأثرية التي تشكل رصيداً رمزياً ثقافياً وحضارياً هاماً.
واقترن البحث عن الكنوز بكثير من الحكايات التي يمتزج فيها الواقع بالخيال، ويتداول بعض التونسيين حكايات غريبة حول عدد من الكنوز المطمورة تحت الأرض، والتي عجز أكثر "العزامين" شهرة عن استخراجها، "لشدة حراستها من قبل الجن الذي يكلف الثعابين والأفاعي بتأمينها"، بحسب اعتقادهم.
يُسميهم البعض بالواهمين المهووسين، ويُطلق عليهم آخرون ألقابًا كالصيادين والنباشين في بطن الأرض، يمتهنون الكشف عن الذهب والكنوز التي تركها الغابرون من الأمم السالفة كالرومان واليونانيين والأتراك، يتحركون ليلًا بمعاولهم وترانيهم متمنين الثراء مع الخيط الأول للشمس.
ويكشف تقرير صحفي، أغوار هذا العالم الغريب، حيث تمتزج فيه التكنولوجيا المتطورة بالشعوذة والدجل، ورغم أنه التقاء غير موضوعي، يؤكد بعض النباشين في تونس أن الآلة و”العزيمة” لا يُمكن الاستغناء عنهما في رحلة الاستكشاف المضنية والخطيرة.
النباشون في تونس :
لا يكاد يمضي يوم في تونس، دون أن تُعلن السلطات الأمنية كشفها لعصابات الاتجار بالآثار والتنقيب عن الكنوز، ما يفيد بأن هذه الظاهرة أصبحت منتشرة لدى فئات عديدة من التونسيين أي أنها لا تقتصر على المعطلين والمهمشين اقتصاديًا واجتماعيًا، ففي كثير من الأحيان تُميط القضايا اللثام عن تورط رجال أعمال ومسؤولين في الدولة مع شبكات دولية للاتجار في الكنوز والذهب.
على بعد 50 كيلومترًا من العاصمة التونسية وتحديدًا في جهة البطان التابعة لمحافظة منوبة، يجلس أحد الصيادين في زاوية لمقهى شعبي متصفحًا هاتفه بين الحين والآخر في إشارة إلى انتظاره لمكالمة مهمة، لكنه يجول أيضًا بناظريه في المكان مستكشفًا الأعين التي ترقبه في الخفاء.
بعد وساطة، أكد “إبراهيم” لـ”نون بوست” أنه نبش عن الذهب والكنوز الثمينة في أكثر من 10 محافظات شمالًا وجنوبًا ولمدة 14 عامًا، أنفق أموالًا طائلةً في أثناء رحلة البحث هذه، مشيرًا إلى أن الهوس بالمعدن الثمين لم ينقطع يومًا بسبب نجاحه أول مرة رفقة أصدقائه في استخراج قطعة أثرية باعوها قبل الثورة.
وأضاف المتحدث أن النبش عن الكنوز في تونس لا يقتصر على العاطلين والمعدومين، إذ انخرط في هذا المجال بعض المتنفذين وأصحاب الأموال، متابعًا: “بماذا تفسر تزايد أعداد الأثرياء الجدد في تونس؟ بالتأكيد هم الكناطرية (المهربون) وتجار الآثار الذين يجنون أموالًا طائلةً دون تعب أو شقاء، فالقطع تصلهم إلى حد أيديهم، هم يُحددون الثمن وإذا رفضت المبلغ المقدم إليك لن تستطيع بيعها بعد ذلك، عالمنا عالم صغير جدًا ومليء بالوشاة والمخبرين”.
وعن الأماكن التي ينشط فيها الباحثون عن الثروة، أكد إبراهيم أن القطع الأثرية الثمينة توجد أغلبها في محافظات التي عرفت تعاقب حضارات متنوعة كالقصرين ومدن الساحل ومحافظات بنزرت والكاف وجندوبة وبعض مدن الجنوب، مشيرًا إلى أن المناطق المحيطة بالعاصمة كقرطاج والبطان وأوتيك وزغوان هي الأخرى تزخر بكنوز مدفونة منها تماثيل الذهب والمرمر والقطع النقدية الرومانية والقناديل والمدافع الصغيرة الذهبية التي تركها الأتراك.
طرق البحث :
(وجيه. م) أستاذ رياضيات مهووس بالبحث عن الآثار يؤكد من جانبه أن “ما يُحكى عن عالم الكنوز من أهوال ومخاطر، قد يجعلك تُفكر ألف مرة قبل الولوج إلى هذا الميدان، لكنه مغرٍ إلى أبعد الحدود”، مضيفًا في حديثه لـ”نون بوست” أن هناك من يعتمد على الخرائط وآلات كشف المعادن فقط، في حين أن أغلب الباحثين يميلون إلى الاستنجاد بالعزامة والعرافين فيستقدمونهم من المغرب، خاصة أن أغلب الأماكن محروسة بالجن والسحر والرصد.
بحسب المتحدث، فإن معرفة الأماكن التي تضم الكنوز ليست بالعملية العسيرة، إذ يمكن لأي الشخص التعرف عليها وتكون غالبًا من خلال بعض الرموز والرسومات كالنقوش الحجرية على هيئة حيوانات مثل الأفعى والسلحفاة والجمل وأشكال أخرى كالسهام والرحى وخمسة اليد، ولكل أمارة دلالتها التي تسهل البحث عن الكنوز.
شبكات التواصل :
عادة ما يميل اللاهثون وراء الآثار والكنوز إلى البحث عن دفائنهم في سرية تامة وحذر وتكتم شديدين، فيكون التواصل بينهم ليلًا حين تنقطع حركة الناس، إلا أن شبكات التواصل الاجتماعي كانت بمثابة المنصة التي وفرت لهم مساحات جديدة يتبادلون من خلالها الرسائل والإشارات، وبذلك انتقل الحديث عنها من الدوائر المغلقة التي تنحصر في الأواسط الاجتماعية الضيقة إلى مئات الصفحات التي تعني بتفسير الإشارات والتعابير الغامضة والدالة على أماكن دفن هذه الكنوز.
المصدر : نون بوست 
الفيديو :