أعلنت وزارة الشؤون الثقافية التونسية عبر صفحتها الرسمية، عن عرض وثائقي للمخرجة “سماح الماجري”، “عن حياة مطربة تونس الأولى “صليحة” بعنوان “صليحة صوت تونس الأعماق” وذلك يوم السبت 25 نوفمبر 2023 بداية من الساعة الرابعة والنصف في قاعة الطاهر الشريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
ومن المقرر أن يتضمن البرنامج عرضا خاصا و نقاشا مع الاعلاميين و اهل الثقافة والابداع.
وهو عمل سينمائي حاولت من خلاله المخرجة توثيق مسار وزخم سيرة هذه الفنانة التي رسخت أعمالها في تاريخ البلاد التونسية.
ويروي الفيلم مسيرة ''كوكب المغرب العربي'' أو ''أم كلثوم المغرب العربي'' و يطرح في البداية الأصول الجزائرية لصليحة و ظروف قدوم عائلتها إلى تونس ثمّ الظروف العائلية القاسية التي دفعتها للعمل خادمة ثمّ يعرض الفيلم قصة اكتشاف موهبة صليحة الفنية على يد المحامي حسونة بن عمار إلى أن ذاع صيتها في تونس و بدأ ينتشر في المغرب العربي بداية الخمسينات حتى وفاتها سنة 1958.
ومن بين الموروث الثقافي الذي تركته “صليحة” نذكر كل من أغنية “فراق غزالي” و”يا لايمي على الزين” و”أم الحسن غنات” وغيرها من الأعمال.
وترى الماجري أن الفنانة التي تحظى بشعبية كبيرة في تونس لم تأخذ حظها سواء سينمائيا، أو وثائقيا، ما جعلها تسعى لإنجاز عمل يوثق لأغاني صاحبة الصوت الشجيّ بمسحته البدويّة الظاهرة.
ورغم عدم الإضاءة سينمائيا ودراميا على صوت قادم من عمق التراث الشعبي التونسي بالشكل الذي يحفظ لصليحة مكانتها في قلوب التونسيين وذاكرتهم، فإن هذا التعتيم لم يكن وحده دافع الماجري لتركيز عدسات كاميراتها صوب أرشيف الفنانة وإرثها الفني، فقد كشفت أن قصة هذه النجمة هي ما جذبها للنبش في تاريخها منذ ولادتها إلى لحظة وفاتها.
وذكرت سماح الماجري أن قصة صليحة بدأت بقدومها رفقة عائلتها البسيطة من الجزائر إلى تونس واستقرارها في دشرة نبر التابعة لمحافظة الكاف، لفترة معينة عاشت خلالها ظروفا قاسية بسبب الحرب العالمية الأولى التي كانت دائرة آنذاك، وعملت الفنانة كخادمة في منازل العديد من العائلات الغنية، إلى أن اضطرت للذهاب إلى العاصمة التونسية رفقة والدتها بعد طلاق والديها ورجوع والدها إلى الجزائر رفقة شقيقتها.
وأكدت المخرجة أن أرشيف الفنانة رغم تعسر الحصول فيه على معلومات شافية وكافية، إلا أنه كشف عن قصة كبيرة وأليمة وراء نجاح الفنانة وشهرتها التي بدأت في العام 1938 بظهورها لأول مرة في حفل بمناسبة تدشين محطة الإذاعة البريدية الجديدة بقيادة البشير فهمي، فتبنتها الرشيدية في ذات السنة.
وقالت الماجري إن الرؤية الفنية للفيلم تعتمد الفلاش باك، حيث سينطلق المشهد الأول بظهور صليحة في المستشفى وهي تستمع للراديو الذي بث إعلانا عن إلغاء حفلها بسبب وضعها الصحي، فتغامر بالهروب ومن هناك يعود الفيلم لفترة ولادتها وكل ما مر بحياتها وحفلاتها وصولا إلى وفاتها.
وتجسد ملكة الشارني دور صليحة الطفلة لتستكمل عايدة جفال الدور في مرحلة نضج الفنانة، ويشارك في الفيلم مجموعة من الممثلين بينهم عبدالكريم البناني بدور محامي الفنانة الراحلة "حسونة بن عمار".
الفيديو :
