في مدينة منوبة، غربال لعاصمة تونس نشأ مروان الدويري المعروف باسم أمينو، ذلك الشاب الذي كان في العشرين من عمره عندما حصل في العام 2011 على لقب أفضل مغنٍ للراب في البلاد، والذي دخل السجن بسبب سيجارة حشيش ثم انتهى به الأمر إلى التطرف، حيث قتل في صفوف داعش بمدينة الموصل العراقية
يقول عنه أحد أصدقائه القدامي إنه «كان وهو المنحدر من أسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، محباً للحياة، منطلقاً في جموح، متمرداً، عاشقاً للموسيقى بجنون، لا يرى مانعاً في معاكسة الفتيات، ينام جزءاً من النهار ويسهر أغلب فترات الليل داخل استوديو خاص للتسجيلات الفنية أسسه بإمكاناته الخاصة، وكان يتعاطى المخدرات إلى أن ألقي عليه القبض في العام 2012 وزُجّ به وراء القضبان بعد أن صدر في حقه حكم بالحبس لمدة عام على إثر ضبطه متلبّسا بمادة الحشيش
وراء القضبان تعرف أمينو على علاء اليعقوبي المعروف باسم «ولد الكنز»، الذي يشترك معه في التعلق بموسيقى الراب، وكان هو الآخر متهماً في قضية استهلاك الحشيش، وبعد اطلاق سراحهما، اجتمعا لتصوير أغنية استوحاها «ولد الكنز» من واقع السجن.
فأحدثت حال نشرها على الإنترنت في أوائل 2013 ضجة في الشارع وجدلاً حقوقياً وإعلامياً بسبب انتقادها غير المسبوق لرجال الشرطة واتهامهم بالفساد والاتجار بالمخدرات، ما أثار حفيظة أجهزة الدولة التي سارعت بفتح تحقيق أمني وقضائي في الموضوع، فتم إلقاء القبض على اليعقوبي بينما كان أمينو في زيارة الى المغرب ، قبل أن
يصله خبر الحكم عليه غيابياً بالسجن لمدة عامين بتهمة «االمشاركة في العصيان».
لاحقاً، تم إلغاء الحكم الصادر على اليعقوبي بينما واصل أمينو التحصن بالفرار،وكانت النتيجة أن اختار الأول الهجرة إلى فرنسا، فيما اتجه «أمينو» الى معاقل تنظيم داعش,
وسافر «أمينو» إلى تركيا ثم إلى الأراضي السورية واتجه الى مدينة الموصل أولاً، وهناك التحق بالقسم الإعلامي لتنظيم داعش، قبل أن ينتقل الى مدينة الرقة، ثم عاد إلى الموصل.
وفي أوائل ديسمبر 2016، أعلن رسمياً عن مقتل «أمينو» في مدينة الموصل نتيجة غارة أميركية على أحد تجمعات مسلحي تنظيم داعش، بينما وجد صديقه اليعقوبي نفسه ملاحقاً من قبل السلطات الفرنسية بسبب علاقته السابقة مع «أمينو»، لكنه قرر إصدار ألبوم غنائي لإقناع الشباب الراغبين في الالتحاق بداعش، العدول عن ذلك حتى لا يحصل لهم ما حصل لصديقه امينو.